الاثنين، 28 نوفمبر 2011

خبر أساقفة نجران مع النبي

خبر أساقفة نجران مع النبي
صلى الله عليه وسلم

خبر أساقفة نجران مع النبي:

نقلا من كتاب:
الأغاني الجزء الثاني عشر

فأما خبر مباهلتهم النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني به علي بن العباس بن الوليد البجلي المعروف بالمقانعي الكوفي قال أنبأنا بكار بن أحمد بن اليسع الهمداني قال حدثنا عبد الله بن موسى عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب. قال بكار وحدثنا إسماعيل بن أبانٍ العامري عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام، وحديثه أتم الأحاديث. وحدثني به جماعة آخرون بأسانيد مختلفةٍ وألفاظٍ تزيد وتنقص: فمن حدثني به علي بن أحمد بن حامد التميمي قال حدثنا الحسن بن عبد الواحد قال حدثنا حسن بن حسين عن حيان بن علي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وعن الحسن بن الحسين عن محمد بن بكر عن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي رافعٍ عن أبيه عن جده عن أبي رافع.

 وأخبرني علي بن موسى الحميري في كتابه قال حدثنا جندل بن والقٍ قال حدثنا محمد ابن عمر عن عباد الكليبي عن كاملٍ أبي العلاء عن أبي صالح عن ابن عباس. وأخبرني أحمد بن الحسين بن سعد بن عثمان إجازةً قال حدثنا أبي قال حدثنا حصين بن مخارقٍ عن عبد الصمد بن علي عن أبيه عن ابن عباسٍ.

 قال الحصين وحدثني أبو الجارود وأبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر، قال وحدثني حمد بن سالم وخليفة بن حسان عن زيد بن علي عليه السلام. قال حصين وحدثني سعيد بن طريفٍ عن عكرمة عن ابن عباس.

 وممن حدثني أيضاً بهذا الحديث علي بن العباس عن بكار عن إسماعيل بن أبان عن أبي أويس المدني عن جعفر بن محمد وعبد الله والحسن ابني الحسن. وممن حدثني به أيضاً محمد بن الحسين الأشناني قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال حدثني يحيى بن سالم عن جابرٍ عن أبي جعفر عليه السلام .

 وممن أخبرني به أيضاً الحسين بن حمدان بن أيوب الكوفي عن محمد بن عمرو الخشاب عن حسين الأشقر عن شريك عن جابر عن أبي جعفر، وعن شريك عن المغيرة عن الشعبي، واللفظ للحديث الأول.

 قالوا:

"قدم وفد نصارى نجران وفيهم الأسقف، والعاقب وأبو حبشٍ ، والسيد، وقيس، وعبد المسيح، وابن عبد المسيح الحارث وهو غلام، وقال شهر بن حوشب في حديثه: وهم أربعون حبراً حتى وقفوا على اليهود في بيت المدارس ، فصاحوا بهم: يا بن صوريا يا كعب بن الأشراف، انزلوا يا إخوة القرود والخنازير.
 فنزلوا إليهم، فقالوا لهم: هذا الرجل عندكم منذ كذا وكذا سنةً قد غلبكم أحضروا الممتحنة لنمتحنه غداً.
 فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح، قاموا فكبروا بين يديه، ثم تقدمهم الأسقف فقال: يا أبا القاسم، موسى من أبوه؟
 قال: عمران.
 قال: فيوسف من أبوه؟
 قال: يعقوب. قال: فأنت من أبوك؟
 قال: إني عبد الله بن عبد المطلب.
 قال: فعيسى من أبوه؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله؛ فانقض عليه جبريل عليه السلام فقال : " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب " فتلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فنزا الأسقف ثم دير به مغشياً عليه، ثم رفع رأسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : أتزعم أن الله جل وعلا أوحي إليك أن عيسى خلق من تراب! ما نجد هذا فيما أوحي إليك، ولا نجده فيما أوحي إلينا؛ ولا تجده اليهود فيما أوحي إليهم.
 فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع آبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ".
 فقال : أنصفتنا يا أبا القاسم، فمتى نباهلك؟
 فقال: بالغداة إن شاء الله تعالى.
 وانصرف النصارى، وانصرفت اليهود وهي تقول: والله ما نبالي أيهما أهلك الله الحنيفية أو النصرانية.
 فلما صارت النصارى إلى بيوتها قالوا؛ والله إنكم لتعلمون أنه نبي، ولئن باهلناه إنا لنخشى أن نهلك، ولكن استقيلوه لعله يقيلنا.
 وغدا النبي صلى الله عليه وسلم من الصبح وغدا معه بعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم.
 فلما صلى الصبح، انصرف فاستقبل الناس بوجهه، ثم برك باركاً، وجاء بعلي فأقامه بين يديه، وجاء بفاطمة فأقامها بين كتفيه، وجاء بحسنٍ فأقامه عن يمينه، وجاء بحسينٍ فأقام عن يساره.

 فأقبلوا يستترون بالخشب والمسجد فرقاً أن يبدأهم بالمباهلة إذا رآهم، حتى بركوا بين يديه، ثم صاحوا: يا أبا القاسم، أقلنا أقالك الله عثرتك.

 فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم قال: ولم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً قط إلا أعطاه فقال: قد أقلتكم فولوا .

 فلما ولوا قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أما والذي بعثني بالحق لو باهلتهم ما بقي على وجه الأرض نصراني ولا نصرانية إلا أهلكهم الله تعالى ".
 وفي حديث شهر بن حوشب أن العاقب وثب فقال: أذكركم الله أن نلاعن هذا الرجل! فوالله لئن كان كاذباً ما لكم في ملاعنته خير، ولئن كان صادقاً لا يحول الحول ومنكم نافخ ضرمة فصالحوه ورجعوا .

خبر قبة نجران: وأما خبر القبة التي ذكرها الأعشى فأخبرني بخبرها عمي وحبيب بن نصر المهلبي قالا حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني علي بن عمرو الأنصاري عن هشام بن محمد عن أبيه قال: كان عبد المسيح بن دارس بن عربي بن معيقرٍ من أهل نجران، وكانت له قبة من ثلاثمائة جلد أديمٍ، وكان على نهر بنجران يقال النحيردان .
 قال: ولم يأت القبة خائف إلا أمن، ولا جائع إلا شبع؛ وكان يستغل من ذلك النهر عشرة آلاف دينارٍ، وكانت القبة تستغرق ذلك كله . وكان أول من نزل نجران من بني الحارث بن كعب يزيد بن عبد المدان بن الديان. وذلك أن عبد المسيح بن دارسٍ زوج يزيد بن عبد المدان ابنته رهيمة، فولدت له عبد الله بن يزيد، فهم بالكوفة.
 ومات عبد المسيح، فانتقل ماله إلى يزيد؛ فكان أول حارثي حل في نجران.

وفي ذلك يقول أعشى قيس بن ثعلبة:
فكعبة نجران حتم عليك حتى تناحي بأبوابها
نزور يزيد وعبد المسيح وقيساً هم خير أربابها







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق